فصل: فصل في ذكر أعراض تصعب في الحميات الحادة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في القانون في سقي السكنجبين وماء الشعير:

إن ماء الشعير منه ما ليس فيه من جرم الشعير إلا كالقوة والصورة وإنما يكون له مدخل في العلاج ومطمع في النفع إذا كان قد استوفى الطبخ وأجوده أن يكون الماء قدر عشرين سكرجة.
والشعير سكرجة واحدة وقد رجع إلى قريب من الخمسين ويؤخذ الأحمر الرقيق منه فهذا هو الرقيق الني غذاؤه أقل وترطيبه كثير وغسله وإخراجه الفضول وإنضاجه كثير معتدل ومنه ما فيه شيء من جرم الشعير ودقيقه والأحب إلى في مثل هذا أن لا يكون كثير الطبخ جداً بل يكون طبخه بقدر ما يسلبه النفخ ولا يبلغ أن يلزجه شديداً ومثل هذا أكثر غذاء وأقل غسلاً وإنضاجاً ويعرض له كثيراً أن يحمض في المعدة الباردة في جوهرها.
وإن كان بها حر غريب من باب سوء المزاج كثير وماء الشعير قد يكون مطبوخاً من الشعير بقشره وقد يكون مقشراً وأجود السكنجبين عندي الذي يسوًى السكر فيه في القدر ثم يصب عليه من الخل الثقيف خل الخمر قدر ما لا يعلو متون السكر بل يتركها مكشوفة ثم يجعل تحت القدر جمر هادئ أو رماد حار حتى يذوب السكر في الخل بغير غليان ثم تلقط الرغوة ويترك ساعة ولا تكثر الحرارة حتى يمتزج السكر والخل ثم يصت عليه الماء قدر أصبعين ويغلى إلى القوام والجمع بين السكنجبين وماء الشعير معاً مكرب مفسد في الأكثر لماء الشعير ولا يجب أن يسقى ماء الشعير على يبس الطبيعة بل يحقن قبلها فإن حمض في المعدة سقي الأرق منه فإن حمض طبخ معه أصل الكرفس ونحوه فإن حمض أيضاً فلا بد من مزج شيء من الفلفل به خصوصاً إذا لم تكن المادة شديدة الرقة والحرارة وإذا كثر نفعها فقد يمزج به للمحرورين قليل خل خمر ولكن إذا سقي السكنجبين بكرة فقطع الأخلاط وهيأ الفضول للدفع اتبع بعد ساعتين ماء الكشك الرقيق المذكور أولاً ليغسل ما قطعه ويجلوه ويخرجه بعرق وإدرار ولا ضير إن سقي السكتجبين عند العشي وقد فارق الغذاء المعدة وربما احتيج إلى تقديم الجلاب على ماء الشعير ليزيد في الترطيب.
وذلك إذا رأيت يبساً غالباً على البدن واللسان وربما احتيج أن يقدم قبلهما لتليين الطبيعة شيئاً من ماء التمر الهندي كل ذلك بساعتين.

.فصل في المعالجات:

وأولاً في معالجات الحميات الحادّة أما ما قيل من تدبير التليين والإدرار والتعريق والإنضاج ثم الاستفراغ بالدواء من بعد ذلك وما قيل في التغذية من ذلك فذلك مما يجب أن تتذكره ههنا.
وأما وجوه تطفئة شدة الحرارة فتكون بتبريد الهواء وتبريد الغذاء والأطلية والضمادات وبالأدوية بإمساك مثل لعاب بزرقطونا ولعاب حب السفرجل وعصارة بقلة الحمقاء ورب السوس في الفم ليسكن العطش فإن تّعاهد حلق صاحب المرض الحاد ليبقى رطباً ولا يجف من المهمات النافعة جداً وربما انتفعوا باستعمال الحقن المتخذة من عصارة البطيخ الهندي والقثاء والقرع والحمقاء بدهن الورد مع شيء من الكافور انتفاعاً عظيماً فيجب أن يكون الهواء مبرداً ما أمكن وتبريده يمنع الزحمة وبتعليق المراوح الكثيرة وينضد الجمد الكثير وإن كان بيتاً قريب العهد بالتطيين بالطين الحر وخصوصاً الذي يجعل فيه مكان التبن قطن البردي فهو أجود وإذا انصبّت فيه الفوارات الرشاشات وسال فيه ماء عذب أو كان المضجع على بركة مغطاة بشباك وكان الفرش الذي ينام عليه من الطبري ونحوه وكان سائر الفرش من أطراف الخلاف والسفرجل والريحان المرشوش عليه ماء الورد والتفاح والنيلوفر والورد والبنفسج وقد وضعت أطباق فيها فضوخات من فلق الفواكه الطيبة الريح الباردة مثل التفاح والسفرجل وضروب من الكمثري الطيب الريح مرشوشة بماء الورد والنيلوفر والخلاف مذروراً عليها الصندل والكافور وقد قطر عليها شيء يسير من الشراب العطر فهو غاية ما يكون فهذا تدبير الهواء.
وأما تدبير الغذاء فما قد علمت وإن أريد مع التبريد التليين فبماء القرع وماء البطيخ الهندي خاصة وماء القثاء والقثد، والخس بالخلّ غاية ومما يصلح لتسكين عطشهم فقاع يتخذ من خبز السميذ بماء الجبن المتخذ من الدوغ بعد تصفية شديدة وإن أريد مع التبريد الحبس فعصارة الرمان المز والحامض ماء الحصرم وماء التوت الشامي وماء حماض الليمون غير المملوح وماء حماض الأترج وما أشبه ذلك وماء الزرشك أي الأمبر باريس.
وأما الأطلية والضمادات فمن العصارات المعلومة وخصوصاً ماء الورد أو عصارة الورد الطري بالصندل والكافور ولماء الكزبرة والهندبا مع هذا تبريد كثير ولعاب بزر قطونا بالخلّ وماء الورد من هذا القبيل وتنطيل الكبد بالمبردات أعظم شيء وأنفعه فإنه إذا اعتدل كان فيه جل الصلاح وربما صلح الماء وإذا كانت هناك نزلة وسعال أو في رأسه ثقل أو تمدد يدل على كثرة البخارات فيجب أن لا يصب على الرأس ماء أو خل بل يشغل بالإكباب على بخار المياه بحسب ما يوجبه الحال فإن لم تكن نزلة ولا شيء مما ذكرناه فاستعمل من النطولات والطلاء ما شئت وأضرّ نطول في مثل حال امتلاء الرأس حلب اللبن على الرأس فإنه ربما أحدث ورماً في الرأس وأهلك وأسلم أوقات تنطيل الرأس مع امتلائه أن يكون البخار مرارياً ليس برطب بل في مثل هذا الوقت ربما لم يضر بل نفع ويتعرف من حال النوم والسهر ورطوبة الخيشوم ويبسه.
وإذا رأيت حمرة في الأنف والوجه شديدة فلا بأس بأن يسيل الدم من المنخرين وبرد الكبد بالأضمدة وإذا برّدت فإياك أن تصادف بالتبريد الشديد وقت التعرق والتحلل بل يجب أن تراعي ذلك فربما صار السبب في طول العلة على أنه ربما كان طول العلة أسلم من حدته ويجب أن يحذر في الحميات الحادة وقوع السحج فإنه يزيد في ضعف القوة وتشمئز الطبيعة عن قبول الفضل إلى الأمعاء ودفعها عنها إلا بغلبة من الفضول وربما رجعت الفضول إلى الأعالي فآلمت الشراسيف ونفخت فيها وآلمت الرأس وربما كان لشراب الخشخاش موقع عجيب في تخثير المادة الرقيقة فتنضج وفي التنويم.

.فصل في ذكر أعراض تصعب في الحميات الحادة:

نتكلم أولاً في الأعراض التي تشتد في الحمّيات وفي علاجاتها ثم نشرع في تفصيل الحميات الحادة وهذه الأعراض مثل النافض والبرد والقشعريرة ومثل العرق الكثير ومثل الرعاف المفرط ومثل القيء العنيف والإسهال المضعف ومثل العطش الذي لا يطاق ومثل السبات الكثير ومثل الأرق اللازم ومثل خشونة اللسان وقحل الفم ومثل العطاس الملح والصداع الصعب والسعال المتواتر ومثل سقوط الشهوة والبوليموس ومثل الشهوة الكلبية والرديئة والفواق.

.فصل في تدبير النافض والقشعريرة والبرد:

إذا أفرطت ما كان من ذلك تابعاً للعرق فإنه يصلح سريعاً ولا يحتاج إلى تدبير والبحراني لا يجب أن يعارض بالدفع ولا هو مما يضعف وغير ذلك وربما سكنه ربط الأطراف والدلك الرقيق وسخين الدثار والتمريخ بدهن الشبث أو البابونج إن احتيج إليه وأما القوي إذا دام كان في الحميات أو في غيرها فيجب أن تربط الأطراف في مواضع كثيرة وتمرخ بحصن البابونج وأصل السوسن ومن الناس من يقوي ذلك بمثل القاقلة والجندبيدستر والسذاب والشيح والفوذنج والبورق والفلفل والعاقر قرحا وربما جاوز ذلك إلى استعمال لطوخات الخردل والحلتيت وربما طبخت هذه الأدوية في ماء ثم طبخ فيه دهن وماء الجرجير قوي في هذا الباب نفسه وحده أو مع دهن يطبخ فيه وكذلك طبيخ الحبق وماؤه.
صفة دهن جيد: يؤخذ شبث يابس ومر وسذاب وفوذنج وفلفل وعاقرقرحا وتطبخ في شراب طبخاً نعماً ثم يطبخ المصفّى في نصفه دهن السمسم إلى أن يفنى الماء ويبقى الدهن ويستعمل مروخاً ومن الأدهان القوية في مثل نافض الربع دهن القسط ودهن الشيح ودهن القيصوم ودهن السوسن ودهن المرّ ويجعل في أوقية دهن وزن ثلاثة دراهم فلفل ودانق عاقرقرحا مسحوقاً ويستعمل الأفسنتين مطبوخاً في الدهن أو الزيت المطبوخ فيه الكرفس والدخول في الزيت الحار نافع جداً وربما احتيج إلى مشروبات وكثيراً ما يسكّنه شرب الماء الحار الكثير الحارة والإكباب على بخاره وإذا لم يسكن بذلك وكانت المادة أغلظ طبخ في الماء أنيسون وفوتنج وبزر الكرفس والمصطكي والجرجير والشبث ونحوه وبخر بمياه طبخ فيها مثل الشيح والقيصوم والفوذنج والشبث والأذخر والسذاب والمرزنجوش والقسط والبزور الحارة وجميع الأدوية القوية الإدرار تسكن النافض.
ومن الأدوية المسكّنة للنافض العظيم في الربع ونحوه أن يشرب من القسط مثقال بماء حار ومن الغاريقون مثله في ماء حار وللغاريقون منافع وربما جعل معه قليل أفيون فنوّم وعرّق ومنع شدة النافض وغير ذلك.
وأيضاً من الايرسا مقدار مثقال في ماء حار وأيضاً الابهل وزن مثقال بماء حار أو الفرطاساليون مثقال بماء حار ومن المركبات ترياق الأربعة وترياق عزرةوالكموني والفوذنجي والفلافلي وشراب العسل مغلي فيه مثل السذاب والحلتيت والعاقرقرحا والفلفل.
وهذا الحب المجرب الذي نحن واصفوه يسقى قبل النافض بساعة والعليل مستوٍ على مرقده وهواؤه مسخن بالنار والدثر فيعدله أويمنعه.
وصفته: تؤخذ ميعة ومر وأفيون وجاوشير وفلفل من كل واحد جزء يعجن بالسمن والشربة منه مقدار باقلات.
وأيضاً: يؤخذ الجاوشير والجندبيدستر والدوقو والحلتيت والعاقرقرحا والأفيون أجزاء سواء يعمل به كما عمل بالأول.
نسخة أخرى جيدة: يؤخذ من الجاوشير والسكبينج والأنجذان وكمون كرماني وبزر الكرفس والفلفل من كل واحد ثقال ونصف بزر البنج وزعفران وزراوند وجندبيدستر وفربيون ومرّ ونانخواه وزنجبيل من كل واحد دانقين بزر الحرمل وعاقرقرحاً من كل واحد مثقال يعجن بعسل والشربة منه مثل بعرة أو بندقة بماء حار جداً وربما احتيج في إلى سقي الشراب المسخّن والأغذية المسخنة وإلى الإسهال بمثل الأيارج والسفرجلي والتمري بل إذا كان النافض متعباً وخصوصاً بلا حمى سقيت حبّ المنتن فإنه شفاؤه.
البحراني لا يجب أن يحبس ما أمكن فإذا وقعت الضرورة وجاوز الحدّ فيجب أن يروح ويبرد الموضع فإن لم يغن فيجب أن يرجح في موضع بارد ولا يجب أن يشتغل بنشف ما تندّى نشفاً بعد نشف فذلك سبب لإدراره وتكثيره وربما جلب الغشي.
فإن مسحه يزيد فيه وتركه يحبسه ويجب أن يمرخ البدن بدهن الورد القوي وبدهن الآس بدهن الخلاف وبدهن الجلنار أو يتخذ دهن من مياه طبخ فيها السفرجل العفص التفاح العفص والورد الجلنار ونحوه ويصفى ويطبخ فيها الدهن على ما تعلمه وقد يذر حب الآس المدقوق والجلّنار والكهرباء ونحوه مسحوقاً كالهباء فيحبس وربما كبس الخل الممزوج بالماء وعصارة الحصرم وطبيخ الجلنار وطبيخ العفص وطبيخ الآس وعصارة الخلاف عجيبة وكذا ماء حي العالم وإذا اشتدّ الأمر طلي بالألعبة الباردة وبالصمغ وخصوصاً إذا جعل في أمثال هذه صندل وكافور وخصوصاً إذا صندل بهذين وروح وإذا اشتد الأمر وجب أن يوضع الثلج على الأطراف ويدخل فيه الأطراف أو يستحم بماء بارد إن صبر عليه.

.فصل في تدبير الرعاف المفرط:

يجب أن لا يبادر إلى منع البحراني منه ما أمكن وإذا وجب منع الرعاف في الحميات الحادة رطبت الأطرافَ ووضعت المحجمة على الجانب الذي يلي المنخر الراعف ثم اتبع بتبريد ذلك الموضع وما أمكنك أن تبرده فتحبس به فلا تضع المحاجم وقطر في الأنف بعض القطورات المذكورة في باب الرعاف وإذا لم يكن مانع فبرد الرأس بالمبردات المذكورة فيه وقد يصيب أصحاب الربع رعاف فتحتاج أن تعين بالمرعفات المعلومة فإن فيه شفاء الربع فإن خفنا الإفراط فعلنا مثل ما فعلناه وأنت تعلم جميع ذلك.

.فصل في تدبير القيء الذي يعرض لهم بالإفراط:

البحراني أيضاً لا يقطع إلا عند الضرورة وفي بعض الأوقات يقطع قيئهم وغثيانهم بالقيء وبمعونة ما يستخرج به الخلط المؤذي مثل السكنجبين الساذج والماء الحار وربما احتيج أن يقوَى فيجعل بدل السكنجبين الساذج السكنجبين البزوري.
فإن كان الخلط متشرباً وغليظاً فيصلح أن يسهلوا بمثل الصبر والأيارج وإذا لم يكن متشرّباً فربما نفع الأيارج والصبر.
وإن كان متشرّباً غير غليظ كفاه السكنجبين بالماء الحار ثم يعدله بعد ذلك ماء الرمانين يشرب فإن قاءه شرب مرة أخرى حتى يعتدل ويهدأ وكذا شراب النعناع بحب الرمان وربما سكنه تبريد المعدة ولا يجب أن يقرب الأشياء العفصة والمسكنة للقيء بعفوصتها وحموضتها القابضة المتشرب فإنه رديء يزيده تشرباً وأما غير المتشرب فربما قذفه وإن كان غليظاً إلى أسفل وربما قوى المعدة على قذفه من فوق فأما إذا دام القذف من الصفراء ولم يكن من قبيل المتشرب فاستعمال القوابض وخصوصاً أضمدة نافع مثل: ضماد يتخذ من قشور الرمان والعفص ونحوهما بشراب ممزوج أو بخل ممزوج ولقذف السوداء المفرط يغمس إسفنج في خلّ ويوضع على المعدة فإن احتيج إلى أقوى استعملت الأدوية المذكورة في باب حبس القيء.

.فصل في تدبير الإسهال الذي يعرض لهم:

قد أفردنا في باب الإسهال كلاماً في هذا الغرض فلترجع إليه ومما ينفع من طريق الأغذية الماش المقلو والعدس المقلو والكسفرة أيهما كان بعد السلق وصبّ الماء عنه وخصوصاً إذا حمضا بحبّ الرمان.
فصل في تدبير عدشهم المفرط يجب أن يدهن الرأس بدهن بارد مبرد جداً يصب عليه ويوضع على الرأس إن لم يكن مانع وبالمياه المبردة وإمساك لعاب حب السفرجل مخلوطاً بدهن الورد البالغ أو نقيع الإجاص ولبوب القثاء والقند والقرع وبزر الخشخاش الأسود وأصل السوسن والحب المكتوب في القراباذين للعطش ومن المضوغات والمصوصات التمر الهندي والعطش قد يكون من اليبس فيقطعه النوم وقد يكون من الحر فيقطعه السهر.